السمنة الناتجة عن الاضطرابات النفسية
السمنة الناتجة عن الاضطرابات النفسية في بعض الأحيان تمر على الإنسان ظروف و مواقف تجبره فيها منعطفات الحياة على المضي قدماً و تجاوزها و هناك من المحن و الشدائد ما يرهق الصحة الجسدية و النفسية و يؤثر عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة و يحمل عواقب عديدة.
خصصنا مقالنا لليوم للحديث عن السمنة الناتجة عن الاضطرابات النفسية و التي قد أصبحت منتشرة بشدة في الآونة الأخيرة في ظل الضغوطات النفسية المحيطة بنا من كل جانب .
ما هي أسباب هذه السمنة و ما اختلافها عن زيادة الوزن العادية ؟ كل ذلك و أكثر سنتعرف عليه في السطور القادمة..
علاقة الصحة النفسية بالسمنة :
إن هذه العلاقة علاقة عكسية حيث تسبب الاضطرابات النفسية زيادة الوزن و تسبب زيادة الوزن بعض الاضطرابات النفسية كذلك ، و تعتبر هاتين العلاقتين احتمالاً وارد الحدوث و ليس إجبارياً
– السمنة الناتجة عن الاضطرابات النفسية
يحدث ذلك نتيجة عدة أسباب منها : العامل الوراثي ، زيادة الطعام النفسية ، الشراهة المفرطة باعتبارها إحدى أعراض الاضطراب النفسي ، التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب و مضادات الذهان
– الاضطرابات النفسية الناتجة عن السمنة
بنسب شبه كلية نجد أن الأشخاص المصابين بالسمنة قد يأسوا من وضعهم و لم يعد لديهم أي إرادة أو عزيمة للتخلص من الوزن الزائد و تحسين نمط حياتهم ، يرتبط ذلك بالنظرة الخاطئة من المجتمع و بهوس المثالية الذي أصبح معياراً للجمال و نتيجة لذلك يصاب مريض السمنة بأمراض و اضطرابات نفسية متعددة اضطراب القلق و الاكتئاب و الذهان و غيرها و غالبا ما ينجح العلاج السلوكي في هذه الحالات قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي
أبرز الاضطرابات النفسية التي تسبب السمنة :
– حالات خاصة من الاكتئاب :
تحدث فيه زيادة في الشهية و خاصة الأطعمة النشوية و السكريات و الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.
– الاضطراب الوجداني ثنائي القطب : يصاب المريض بهذا الاضطراب بنوبات مفاجئة يفقد خلالها السيطرة على نفسه و يتناول الطعام بكميات مفرطة دون أي وعي او إدراك
– اضطراب النهم العصبي :
اضطراب مميز بنوبات من تناول كميات ضخمة جدا من الطعام مع فقدان التحكم بهذه الحالة و يتبع كل نوبة إحساس شديد بالندم و الضيق وهناك اضطراب عصبي آخر يعاكس هذا الاضطراب يدعى باضطراب القهم العصبي يتميز بنوبات من تناول الطعام يتبعها القيء المتعمد بشكل إجباري أو استخدام المسهلات لتجنب زيادة الوزن.
– التوتر المزمن :
أثبتت الدراسات العلمية أن التعرض المتكرر للتوتر و القلق و الضغط الشديد يسبب ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول بشكل كبير و الذي له دور كبير في زيادة الوزن و الإصابة بالسمنة حيث يزيد تراكم الدهون في منطقة حول الخصر و يحفز قدرة الخلايا الدهنية على استيعاب كمية اكبر من الدهون
علامات تشير إلى ارتباط السمنة والاضطراب النفسي:
– إنكار زيادة الوزن
نجد لدى المصاب بهذه الحالة حالة تجاهل و عدم اعتراف بخطورة الوضع و الاعتقاد بأن هذا الوزن مثالي و متوافق مع بقية معاييره التي يعتقدها
– التكيف مع الضغوط
حالما يتعرض الشخص لأي مصاب او مشكلة او أزمة يتجه نحو الطعام و يقوم بتناول كميات مبالغة من الأطعمة التي تشعره بالارتياح و تحسن حالته المزاجية بشكل فوري
– السخرية من النحافة
انعكاساً لمدى الضغط الذي يشعر به الشخص يقوم بالاستهزاء و التنمر على كل شخص نحيل يقابله و يلقي النكات التي تدعمه
– العزلة و التوحد
يتجنب البدناء في كثير من الأحيان التواجد في الاجتماعات الضخمة او في الجلسات العائلية الكبيرة و ذلك لتجنب التعرض لأي إزعاج من الأشخاص الآخرين
و في الختام نجد أن لكل كلمة نتفوه بها تأثير أعمق مما نعتقد على الشخص الآخر لذلك علينا انتقاء مفرداتنا بحذر و عطف و علينا مراعاة أي شخص يحتاج إلى دعم نفسي و مساندة و لا ننسى أن الإرادة تصنع المعجزات و تحقق المستحيلات..
دمتم بخير دائما
يمكنكم ايضا قراءة